(( الشهيد مجدي التلولي : نال الشهادة في معركة الدفاع عن مخيم الثورة والشهداء جباليا . ))
الشهيد مجدي التلولي : نال الشهادة في معركة الدفاع عن مخيم الثورة والشهداء جباليا .
كم هو صعب أن يكتب الإنسان بالحبر الجاف عن شهيد كتب قصة حياته وحبه لوطنه بدمه ؟ كم هو صعب أن نكتب عن حياة من أعطى الحياة معنى الحياة .
لكن الأمانة والواجب تدفعنا لهذه المحاولة رغم صعوبتها ، فطوبى لمجدي ولكل من عشق الشهادة والاستشهاد ، جملة يرددها فقط عشاق الشهادة .
خطوات طفولته
ولد شهيدنا البطل في مخيم الصمود والتحدي مخيم الثورة ، مخيم جباليا بتاريخ 26/8/1676م وهو أعزب ويعمل في جهاز الشرطة المدنية برتبة مساعد ، وبين أزقته وبين أحضانه وتحت سقف القرميد نبتت وخلقت شدائد الرجال ، عاش شهيدنا البطل معاناة أهل المخيم ، وبين ألواح الزينكو والاسبست ، ليتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس المخيم التابعة للوكالة ، الجميع من أفراد عائلته وأقربائه يشهدون لمجدي بالعلاقات الاجتماعية الحسنة والممتازة ومع جميع الناس .
العائلة تعاني الكثير
لقد عانت هذه الأسرة الكثير من ظلم وبطش الإحتلال الغاشم ، يحدثنا والد الشهيد مجدي فيقول : " لقد سجنت أنا أولاً ولمدة سنتين ، وسجنوا جميع أخوته فسجن سهيل حوالي عشر سنوات ، وسجن محمد لمدة تتجاوز الست سنوات ونصف ، وها هي العائلة اليوم تقدم أحد أبنائها شهيداً فدا ء للوطن وفي سبيل الله ".
في انتفاضة 1987م .
في عام 1987م بزغ نور جديد لونه قان فكان فجر الانتفاضة الأولى ، هذا البركان الذي تفجر في نفوس المقهورين من أبناء شهبنا الفلسطيني ليتغير مجرى الحياة ، ولتبدأ سفينة الثورة الغاضبة في مقاومة الأمواج العاصفة باتجاه القدس ، فكان شهيدنا مجدي أول المتمردين في الأيام الأوائل من تاريخ انتفاضة شعب الحجارة ، كان مجدي أحد أشبالها البارزين ، وخاصة في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، كان مجدي أحد العاملين داخل ساحات المخيم .
كتلة من النشاط
في عام 1990م التحق شهيدنا مع قيادة الحركة الطلابية ، ومع انتقاله للمرحلة الثانوية كلف مجدي بالعديد من المهام داخل الإطار الطلابي ليعيش مجدي مراحل كفاحه من أجل دينه ووطنه من أجل القدس وفلسطين ، لقد كان مجدي في طليعة المواجهات ليرفض الهزيمة . فشارك في كافة الأنشطة الوطنية المختلفة إلى أن كلف بقيادة منطقة الشهيد حاتم السيسي الشهيد الأول في انتفاضة العام 1987م .
في هبة الأقصى الأخيرة
ومع انطلاقة الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى التي تغير حالها والتي غيرت بفعلها مجرى الحياة ، التحق شهيدنا مجدي مع ركب سفينة أخرى من سفن الثورة الفلسطينية ، مع رفاقه في مقاومة الأمواج العاصفة نحو القدس وفلسطين ، مع كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح ، كان مجدي طليعة صفوف المقاومة .
موعد مع الشهادة
أبى مجدي إلا أن يكون رمز الجرح الفلسطيني ، وكتب بدمه الطاهر قصائد المقاومة التي أعلنها باسم شعبه ضد الأعداء ، ذهب مع رفاقه يحمل بين عينيه ضياء القدس وذكريات عن دمٍ وموت وتشريد وقبور جماعية ارتكبت بحق المواطنين المدنيين الفلسطينيين ، ليقف في وجه المحتل ويدافع عن شعبه ببسالة في معركة الدفاع عن مخيم الثورة والشهداء في يوم اقتحمت فيه دولة الإرهاب الصهيوني وجيشها النازي مخيم جباليا ، فكانت له الشهادة فرقد في أحضان الأنبياء والشهداء والصديقين وصعدت روحه إلى السماء حيث بارئها بتاريخ 11/3/2002م